كيف تكوني سيدة راقية ؟ 

أكواب عاجيّة مزينة بالزهور، كفوف بيضاء لامعة، قبعات مخملية بشريط عريض، وورق جدران فيكتوري مزخرف… هذه التفاصيل العتيقة تجذبني في كل مرة. لا أعرف لماذا، لكنها تبدو أنيقة، راقية، ودافئة. واستلهامًا من تلك الحقبة الفيكتورية، اخترت كتابًا يتحدث عن قواعد الإتيكيت وفنون التعامل للمرأة الراقية.

وأدركت أثناء قراءتي أنّ كثيراً مما ورد فيه كانت أمي قد غرسته في داخلي منذ طفولتي: كيف نجلس، كيف نتحدث، كيف نأكل… كلها تفاصيل يومية علّمتني إياها بما يتناسب مع مجتمعنا العربي. أما الكتاب فكان يتناول المجتمع الغربي بلغة لطيفة، وصدقاً لم أجد فروقاً كبيرة بين العادات هنا وهناك.

الكتاب بعنوان How to Be a Lady، وهو كتاب صغير يوضح كيف تتصرفين في المواقف المختلفة بأسلوب راق و لبق دون ابتذال أو تصنّع. وبما أنه باللغة الإنجليزية فقد انتقيت لك بعض النصائح اللطيفة منه بعد أن ترجمتها ، وسأدرج لك تفاصيل الكتاب في حال أردت قرائته بالكامل : 

١. السيدة لا تُولد، بل تُصنع

تبدأ الكاتبة بقولها: “كونكِ امرأة لا يعني أنكِ سيدة”. بالفعل، الأنوثة الراقية تحتاج جهداً وصفات وسلوكيات تصقل شخصيتك. آداب الجلوس، الحديث، الأكل… كلها تجعل الآخرين ينظرون إليك بتقدير واحترام. هذه ليست هبة فطرية، بل ثمرة تدريب وممارسة واعية.

٢. التصرف في المواقف اليومية

من حضور جنازة، إلى الوقوف في طابور، أو السفر بالطائرة… في كل موقف هناك قواعد بسيطة: ارتداء ما يليق بالمكان، احترام وقت الآخرين، قول كلمات شكر أو تعزية أو تهنئة في وقتها، عدم لمس ممتلكات الغير أو أطفالهم من دون إذن، وتقديم المجاملات الصغيرة كفتح الباب أو إلقاء كلمة طيبة. (ستجدين الكثير من هذه القيم أيضاً في تعاليم ديننا الإسلامي).

٣. الأناقة بلا مبالغة

المرأة الأنيقة تهتم بالنظافة والترتيب أكثر من اهتمامها بالمبالغة في الزينة. ملابس تليق بالمكان أو المناسبة ، مريحة وأنيقة، مكوية ونظيفة. الرائحة الطيبة، الحذاء اللامع .. مثل هذه التفاصيل تعكس عنايتك بنفسك. وتجنّب ما يحرج الآخرين أو يلفت النظر بشكل زائد.

٤. فنون الحديث

كوني لبقة. تجنبي المواضيع السياسية أو الحساسة مع الغرباء. استخدمي الكلمات السحرية مثل: “من فضلك” و”شكراً”. ابدئي حديثك بملاحظة إيجابية: “المكان جميل” أو “الطعام لذيذ”. وعندما تتلقين مديحاً، ابتسمي بامتنان واكتفي بقول: “شكراً لك”، بلا مبالغة أو تقليل من نفسك.

٥. الدعوات والمناسبات

إن تلقيتِ دعوة لمناسبة أو عشاء، أجيبي عليها فوراً بالقبول أو الاعتذار، ولا تذهبي أبداً لمكان لم تُدعَي إليه. كوني دقيقة في المواعيد: لا تكوني أول الواصلين ولا آخر المغادرين. واحضري هدية لطيفة معك في كل مرة.

٦. العناية بالنفس

السيدة الراقية تعتني بنفسها: تزور طبيبها بانتظام، تمارس الرياضة، تهتم بتغذيتها وصحتها النفسية، وتحافظ على حضورها الجسدي والذهني. الأنوثة ليست ضعفاً أو دور الضحية؛ بل قوة وقدرة على مواجهة صعوبات الحياة بوعي وكرامة.

الكتاب يضم نصائح أكثر بكثير، لكن هذا ما أحببت مشاركته معك اليوم. لعلها تلهمك وتفيدك كما ألهمتني.
هل تحبين هذا النوع من الكتب والمقالات؟ لدي الكثير من الأفكار والنصائح بهذا الخصوص… وربما أكتب عنها قريباً 

دمتِ بخير 🤍

ملاحظة: لقد قرأت النسخة الأولى القديمة من الكتاب وكتبت المقال بناءً عليها. أما إذا أردتِ قراءة الكتاب الآن, فمن الواضح أن الكاتبة قد جددت الطبعة بما يتماشى مع عصرنا الحالي .. يمكنك الحصول على الطبعة الحديثة من هنا.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
رؤية جميع التعليقات
0
الانتقال إلى خانة التعلقات.x
()
x